مفكرة الاسلام: رأى "إيهود باراك"، وزير الحرب الإسرائيلى، أن مصر بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، لا تمر بفترة المجد المتوقع لها، وأن الوضع بها لا يزال يمثل تهديداً على "إسرائيل".
ومعروف أن مبارك كان من أقرب حلفاء "إسرائيل"، وظهر ذلك جليًّا في تشديده الحصار على قطاع غزة تنفيذًا لرغبة الكيان الصهوني، وكذلك في صفقة الغاز المصري، وفي علاقات الصداقة التي تربطه ببعض قادة "إسرائيل" وحاخاماتها.
وجاءت تصريحات باراك التي انتقد فيها مصر بعد الإطاحة بمبارك، خلال مؤتمر صحفى عقده على هامش اجتماعه مع عدد من الاتحادات الصناعية والمنظمات الاقتصادية فى "إسرائيل"، بحضور وزير الصناعة والتجارة شالوم سامحون وكبار رجال الأعمال بإسرائيل، لبحث أزمة المظاهرات فى "إسرائيل" بعيداً عن خفض ميزانية الجيش الإسرائيلى التى تقدر بالمليارات.
وزعم باراك في تصريحاته التي نقلتها إذاعة صوت "إسرائيل" التهديدات التى تحيط "بإسرائيل" مازالت كثيرة، وأن مصر لا تعيش حالياً فى فترة مجد واستقرار، فى إشارة منه إلى أن اضطراب الوضع الأمنى فى سيناء يهدد بلاده.
وأضاف باراك من جانب آخر أن الوضع فى سوريا لا يزال غامضاً تماماً، وحزب الله الشيعى اللبنانى يواصل التزود بالصواريخ حتى يواجه بها "إسرائيل"، وإيران تواصل حتى هذه اللحظة تخصيب اليورانيوم وتسعى جاهدة لحيازة أسلحة نووية.
ويستند وزير الحرب الصهيوني في مزاعمه المتعلقة بأن مصر لا تعيش حالياً فى مرحلة مجدها، إلى ادعاءات أجهزة الأمن فى "إسرائيل" بأن مصر فقدت السيطرة على سيناء بعد سقوط نظام مبارك، وأن سيناء أصبحت بؤرة "للإرهابيين والجماعات المتطرفة" التى فجرت خط الغاز المصرى المصدر "لإسرائيل"، ونفذت هجمات على الأماكن الحيوية فى العريش، هذا بجانب عمل هذه الجماعات على توفير الأسلحة لحركات المقاومة فى قطاع غزة.
وأطلق الجيش المصري، قبل أيام، بمساعدة أجهزة الشرطة، حملة أمنية في شمال سيناء لضبط الخارجين على القانون والخلايا المسلحة. وتحظى هذه العملية باهتمام واسع من قبل "إسرائيل" التي راحت أجهزة استخباراتها في الترويج لمزاعم مختلفة بشأن اختطاف ضباط مصريين، وعدم قدرة الجيش على السيطرة على الأوضاع في سيناء.
فقد زعم موقع «ديبكا» المقرب من الاستخبارات العسكرية "الاسرائيلية" أن ما يصفه بـ "جيش التحرير الإسلامي" قام باختطاف ثلاثة ضباط مصريين. وبحسب التقرير "الإسرائيلي" قد وقعت اشتباكات بين القوات المصرية وبين العناصر المنتمية لتنظيم القاعدة في سيناء وأسفرت عن سقوط قتيل وأفادت المصادر الاستخباراتية للموقع بأنه لم يتضح بعد إذا ما كان الضباط المخطوفون محتجزين كرهائن أم تم قتلهم.
واعتبر التقرير "الإسرائيلي" أن عملية السيطرة علي شمال سيناء هي الجزء الاسهل من العملية المصرية، لكن الجزء الاصعب سيكون خلال الاسابيع القادمة عند تقدم القوات المسلحة المصرية من الشمال لتحاصر تلك الجماعات في جبال وسط سيناء.
وتوقع التقرير أن تكون القوات التي توغلت في سيناء ليست سوي الموجة الاولي للقوات التي ستدخل سيناء قريبا بهدف تطهير سيناء من رجال تنظيم القاعدة.
وأشار الموقع أن هناك تنسيقا أمنيا بين "إسرائيل" ومصر لادخال عدد كبير من القوات المسلحة لسيناء، وأضاف أن المصريين لا يمكنهم الاستيلاء علي المنطقة دون مساندة القوات الجوية فهي في حاجة لاستخدام المقاتلات والقاذفات لتطهير المنطقة وكذلك مروحيات لتأمين المدرعات المتحركة في الطرق المنعزلة علي محاور سيناء كذلك ستستخدم طائرات الاستطلاع بدون طيار لتنفيذ عمليات استطلاع جوي للإدلاء بالمعلومات الاستخباراتية عن أماكن تمركز تلك الجامعات.
وتأتي هذه المزاعم "الإسرائيلية" في سياق التحريض؛ بهدف إذكاء الحملة الأمنية في سيناء؛ حيث ستجنى "إسرائيل" من ورائها الكثير، خاصة فيما يتعلق بتأمين أنبوب نقل الغاز المصري إلى "إسرائيل" الذي تعرض لنحو أربع عمليات تفجير منذ الإطاحة بمبارك.